الأحد، 24 يونيو 2012

ثريا جبران.. فنانة أقبرت حياتها الفنية بالوزارة..


أحببتها كفنانة، مناضلة، قوية.. شامخة على خشبة المسرح..
وأشفقت عليها كوزيرة للثقافة حين ظهرت على شاشة التلفزة في نشرات الأخبار تقدم تعليقاتها وتصريحاتها خائفة مذعورة..
انتهت حياتها السياسية بالفشل الذريع.. ومنذ ذاك الحين انزوت في الظل.. انتهت
ثريا جبران صاحبة الطلة الوازنة، والحضور القوي، مع فرقة الحي، صاحبة نص متماسك.. حمولة فكرية وثقافية عميقة مع إيحاءات ضخمة.. فارتبطت أعمالها المسرحية بالبسطاء، وبرعت في أداء أدوار تعبر فيها عن معاناة المحرومين والضعفاء..
مسرح ثريا جبران تاريخ العطاء اللامحدود "حكايات بلاحدود"، "الشمس تحتضر"، "أيام العز"،  "طير الليل"، "امرأة غاضبة"، "الجنرال"، وغيرها من الأعمال المسرحية...
ختمتها بالعمل المسرحي الرائع "أربع ساعات في شاتيلا" كأنما تختم بالموت، كأنما تنبأت لنهاية حياتها الفنية بعدما اختارت مرغمة أو عن طواعية الخوض في معركة فاشلة مع حقيبة ثقيلة بأزمات وملفات مثخنة، كحقيبة وزارة الثقافة..
ثريا الطيبة، الحنونة.. كما التقيتها آخر مرة عند زيارتها لمدينتي آسفي،، عند عرضها لمسرحية "أربع ساعات في شاتيلا"
كانت متواضعة حد التماهي، حنونة حد الأمومة..
نعم.. كانت مثلنا الأعلى في مسرح الهواة.. كانت مثلنا الأعلى في العطاء والإبداع.. في قوة التأثير..في الإنسانية.. فالفنان يجب أن يكون إنسانا قبل كل شيء ليكون صادقا في فنه..
نعم افتقدناها.. وافتقدتك خشبة المسرح التي أصبحت فارغة بعدك.. صامتة.. صمت الموتى.. صمت أربع ساعات في شاتيلا..
هكذا إذن.. استوقفني مطوي المسرحية حين عثرت عليه في أحد أدراج مكتبي.. فجعلتها وقفة لأجل ثريا جبران.. لكن ثريا تستحق أكثر من وقفة وفاء لها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق