الجمعة، 7 مارس 2014

كَفٌّ بِملْمَسِ الحَجَرْ..



إلى الكفين المعروقين..
كَفٌّ بِملْمَسِ الحَجَرْ..
هاتان الخَشِنتان اللّتانِ
 تَلْقِمان الأفواه الجائعة
من قلْبِ العدمْ
من هنا خرج الرجال..
·        *        *        *
على هذه الخطوط مرَّ الفرسانْ
نَفْح الحِنّاء َتهْفو على الجُفون المُزْهِرة
والياسمين.. والزعتر..
وتُراب الحقول..
وَجَعُ الولادة
الطّلقة الأخيرة
صُراخ الوليد الأول
كانت هنا تسْتقبِله
·        *        *        *
كفٌّ بمَلْمَسِ الحَجرْ..
صوت الرّحى يُهفْهِف على حبّات القمح الصّلدة
حَطبُ الغابات ينوء تحْته ما تَقوَّس..
أخاديدَ ترْسُم عمْرا وشجنْ
الماءُ نبع منها
الفُتوحات مرّتْ مِن هُنا..
من هنا مَرَّ الرّجال..
·                 *        *
كفٌّ بملمس الحجر..
ضَفائر العرائِسْ
المُحْمَرّة الوجْنتَين..
أهازيجُ الأعْراس
زغاريدُ الفرحْ..
فأسٌ تعْصِف بالحطب ..
لتدفئ  قلْب جروٍ صغيرْ
تنهيدة الفجر
النّار من هنا بَثّت شرارَتَها الأولى..
تُهسْهِسُ في  خُلود..
النُّورُ.. والتّنُّور
والأرضُ والوجود
كُلُّها هنا..
فيا للجحود. !..

هناك 3 تعليقات:

  1. عبدالرحيم الحمصي8 مارس 2014 في 3:19 ص

    هي اﻷيادي البيضاء . و من غيرها . قد كان توصيفك بليغا . و قد وضع الحناء على كف الحضور الدائم و المستمر . هي النحن و لوﻻها ما تناسل البقاء و السيرورة اﻷبدية . تسلمي سيدي أديبتنا الراقية و المحبة للجمال . مثال الزيادي . تقديري .

    ردحذف
  2. كلماتك تلامسني يا مثال
    تتوقفت هنا لبعض الوقت..

    سلامووو صديقتي العزيزة

    ردحذف
  3. حسُن ماكتبتِي وحلو الإنتقاء.
    ب

    ردحذف